جلس جحا يوما على منصه الوعظ في أحد جوامع (( آق شهر )) , و قال:
- أيها المؤمنون, هل تعلمون ما سأقوله لكم؟
فأجابه السامعون: كلا, لا نعلم.
قال: إذا كنتم لا تعلمون, فما الفائدة من التكلم, ثم نزل. وعاد في يوم آخر فألقى عليهم نفس السؤال, فأجابوه, هذه المرة:
أجل إنا نعلم. فقال: ما دمتم تعلمون ما سأقوله فما الفائدة من الكلام؟
فحار الحاضرون في أمرهم واتفقوا فيما بينهم, على أن تكون الإجابة في المرة القادمة متناقضة, قسم يجيب: لا, وقسم يجيب نعم, ولما أتاهم المرة الثالثة, وألقى عليهم سؤاله الأول, اختلفت أصواتهم بين: لا ونعم فقال: حسن جدا مَنْ يعلمُ يُعْلِمُ مَنْ لا يَعْلم.